إن شجرة الزيتون شجرة عريقة و ثابتة أمام مصاعب الطبيعة وهي تضرب بجذورها عميقا في التاريخ حيث تمتد أصولها إلى أسلافنا الذي عاشوا في الأردن منذ آلاف السنين.

على مستوى جميع الحضارات، تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المقدسة، حيث يتناول الناس ثمارها الشهية ويستخدمون أوراقها وزيتها. تم زراعة هذه الشجرة أولا في الأردن وسوريا منذ 6000م سنة قبل الميلاد تقريبا ومن ثم انتقلت زراعتها غربا لتصل إلى العالم الجديد حيث تم استخدامها من قبل المستوطنين الإسبان في سنة 1500 ميلادي. ووفقا للعهد القديم، كانت بدايات هذه الشجرة عبارة عن غصن زيتون حملته الحمامة إلى نوح مما مكنه من معرفة بأن الأرض أصبحت آمنة مرة أخرى. وقد تم العثور على إكليل مصنوع من أوراق الزيتون-رمز الشرف- في قبر توت عنخ آمون كما تم العثور أيضا على الزيتون المخلل مخزونا في آثار بامبل.

جعل الإغريق من شجرة الزيتون الشجرة المقدسة بالنسبة إلى (إلهة الحكمة والصحة)، كما أنهم اعتبروها وزيتها رمزا للخصب والشجاعة، ومن المعروف أن الإغريق كانوا يضعون تاجا من أوراق الزيتون على رأس الرياضيين الذين يحققون انتصارات في الألعاب الأولمبية.

في الواقع، كانت شجرة الزيتون على درجة عالية من الأهمية حيث تم ذكرها العديد من المرات في الإلياذة والأوديسة والكتاب المقدس.

في جميع مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، كان زيت الزيتون يُستخدم لآلاف السنين كمصدر للشباب والجمال والصحة.

حيث كان يتم مزجه مع الأعشاب والعطور لإنتاج مراهم لمختلف الإستخدامات العلاجية والتجميلية، كما كان يستخدم لأغراض دينية. ففي الديانات التي كانت سائدة قبل نزول الكتاب المقدس، كان زيت الزيتون يعتبر زيتا مقدسا وكان يتم تقديمه للآلهة. وكان بنو إسرائيل-منذ عهد موسى- يستخدمونه في مصابيح المعابد وفي تحضير المراهم، كما أن المسيحيين الارثودوكس يستخدمونه في المرهم المقدس الذي يستخدم في الطقوس الدينية مثل التعميد.

يعتبر الأردن اليوم أحد المنتجين الرئيسيين لزيت الزيتون. ويحظى زيت الزيتون الأردني بسمعة جيدة على مستوى الوطن العربي، إن زيت الزيتون الأردني ذو جودة عالية جدا نظرا للظروف المثالية لزراعة أشجار الزيتون (الحقول الصخرية والصيف الحار والجاف وفصول الشتاء الممطرة) فضلا عن الطريقة المُستخدمة في عمليات إستخراج الزيت. لقد تم تناقل هذه الطريقة من جيل إلى جيل في الأسر التي امتهنت صناعة الزيتون وزيت الزيتون واتخذتها طريقة لعيشها.

إن معصرة السماعين النموذجية للزيتون هي الأولى من نوعها في الأردن التي نفذت وحصلت على شهادة آيزو 22000.